هاااي جيرلز أند بويز
جبت لكم قصة من سلسلة صرخة رعب وأسمها
في بيتنا شبح
من تأليف :مملوح الرياض^_^
الفصل الاول
لم تكن (هانا)متيقنة،ماالذي أيقظها من نومها. هل هي أصوات الطقطقة الخافتة...أم هو اللهيب الصفر المشتعل؟!
إعتدلت،جالسة في فراشها وهي تحدق في فزع الى النيران ،التي تحاصرها.
كان باب دولاب ملابسها قد إحترق تماما..وداخله يموج باللهب ..واوراق احائط تتجعد ثم تتساقط، والنيران تمتد منرف إلى آخر حتى المرآة احترقت تماما وهي تعكس أمام(هانا)هذا الظلام الحالك..خلف حائط اللهب المتراقص!
ثم إمتلأت الحجرة بالنيران..وبدأت (هانا)تختنق بحلقات الدخان الكثيف.لم تكن حتى الآن قد صرخت طلبا للنجدة.لكنها صرخت على كل حال،وهيتغالب الموت،إختناقا!
ماأجمل ان تكتشف،أن كل هذا ،لم يكن سوى حلم.وجلست (هانا)في فراشها..قلبها يدق،ويدق..وحلقها جاف كالحطب..لانيران تقرقع.ولالهيب أصفر يتصاعد..ولادخان خانق..كله حلم..حلم مخيف..حقيقة..لكنه حلم!
حدثت(هانا)نفسها: (واو..كان حلما مخيفا بكل تأكيد!).
ثم غاصت في فراشها.وأراحت رأسها على الوسادة..وانتظرت حتى تنتظم دقات قلبها في صدرها.ثم رفعت عينيها الزرقاوين إلى سقف حجرتها..وأخذت تحدق في لونه الأبيض الهادئ!
دفعت الملاءة بقدميها..ونظرت إلى ساعة المكتب..إنها الثامنة والربع!
وأدهشها ذلك: (إنني أشعر وكأنني أنام منذالأزل!!ترى في أي يوم نحن؟ من الصعب أن أتابع الأيام هذا الصيف..يبدو وكأنها جميعا قدتداخلت في بعضها !)
كانت (هانا)تقضي هذا الصيف وحيدة..معظم أصدقائهارحلوامع عائلاتهم لقضاءالإجازةبعيدا..والبعض الآخرانتظم في المعسكرات الصيفية!
مالذي يمكن أن تفعله فتاة في الثانية عشر من عمرها_لتقطع الوقت في مدينة صغيرة مثل (جرين وود فولز)؟قرأت الكثير من الكتب،وشاهدت برامج التلفزيون لفترات طويلة.. ودارت بدراجتها حول المدينة مرات ومرات..تبحث عن شخص تعرفه،كي تقضي معه الوقت!
إنه الملل..
لكن اليوم كان مختلفا.!
أنزلقت من سريرها،وعلىوجهها ابتسامة..اختارت (هانا)ملابس زاهية..بنطلوناأخضر.وبلوزة برتقالية بدون أكمام..
ومشطت شعرها الاشقرالقصير بالفرشاة سريعا.ثم هبطت إلى الصالة..وعبرتها إلى المطبخ.وقد تصاعدت منه رائحة طبق البيض والبسطرمة الذي تعده والدتها..
وغردت بسعادة:صباح الخير..جميعا..جميعا!
كانت سعيدة..حتىوهي ترى شقيقيهاالتوءم(بيل)و(هيرب).وكانا فيالسادسة من عمرهما!
وحشان صغيران..هكذاتصورتهما دائما..فهما أقدر الناس علىالازعاج والضجيج في جرين وود فولز..كانا يتقاذفان كرة مطاطية زرقاء عبر المائدة..وأمهما تصيح فيهما:كم مرة حذرتكما من اللعب بالكرة ،داخل المنزل؟!
قال(بيل) :مليون مرة!
وضحك(هيرب)علىشقيقه المضحك..
كانا مشاغبين على الدوام!
وقفت (هانا)خلف أمها..واحتضنتها بقوة..
صاحت الام: (هانا)توقفي..كنت سأقع فوق البيض !
وقلدها التوءم: (هانا)توقفي..(هانا)توقفي!
قفزت الكرة من طبق (هيرب)إلى الحائط،فاصطدمت به ثم ارتدت طائرة في الفضاء لتسقط فوق الموقد ،على بعد بوصات من إناء البيض..
واستدرات الام(مسز فير تشايلد).قالت لهما مهددة،وهي تلوح بالشوكة أمامهما :أذا سقطت الكرة في إناء البيض المقلي ..فسوف تأكلانها معه..وستكون طبقكما الخاص!
ضحك الطفلان ضحكات عالية..وابتسمت (هانا)فظهرت (غمازة) في خدها وهي تقول:إنهما يهرجان كثيرا اليوم!
قالت (مسز فير تشايلد):هكذاهما دائما.منذ متى كانا في حالة نرضى عنها؟!
قالت (هانا) وهي تنظر من النافذة إلى السماء الصافية :مزاجي اليوم في غاية الاعتدال.
نظرت إليها أمها في شك قائلة:وكيف ذلك؟
هزت (هانا)كتفيها:هذاماأشعربه!
لم تكن (هانا)راغبة في أنتطلع أمها على الكابوس الذي هاجمها في الحلم،وكيف أنها الآن سعيدة،لأنها مازالت علىقيد الحياة.قالت: أين أبي؟
قالتالأم وهي تقلب البيض في المقلاة :ذهب مبكرا إلى العمل ..بعض الناس لايحظون بإجازة طوال الصيف!!
وأضافت :وانت كيف ستقظين اليوم؟
فتحت (هانا) الثلاجة.تناولت علبة من عصير البرتقال،وقالت:كالعادة,,سأتجول قليلا في الخارج!
تنهدت الأم وهي تقول:إنني آسفة لهذا الصيف الممل ياعزيزتي..فكما تعرفين ..لم يكن لدينا امال الكافي لتشتركي في معسكر صيفي..ربما في العام القادم...
قاطعتها(هانا)بمرح: صدقيني..إنني أقضي صيفا ممتازا!
تحولت إلى شقيقيها وسألتهما : مارأيكما في حكايات الأشباح التي قصصتها عليكما بالأمس؟
/أجاب (هيرب) بسرعة:لم نشعر بالخوف!
أضاف (بيل):ليس فيها شي مخيف.
أصرت (هانا)علىرأيها..قالت:غيرصحيح..كنتما في غاية الرعب والفزع!
قال(هيرب):كنا نتظاهر بذلك!
رفعت علبة العصير البرتقال،وقالت: هل يرغب أحدكما في كوب من العصير؟
سألها (هيرب):هل به قطع برتقال؟
تظاهرتبأنها تقرأ المكتوب على العلبة وقالت:نعم..إنه ممتلئ بها!
أعلن (هيرب):إنني أكره البرتقال!
أدار (بيل)وجهه قائلا:وأنا أيضا!
لم تكن هذه المناقشة هي الاولى إنها تتكرر في كل صباح.قال(بيل):هل يمكن أن أشرب عصير تفاح؟
أكدهيرب:أنالاأريد عصيرا..أريد لبنا!
قالت بمرح:واحد عصير تفاح..وواحد لبن
وعلقت أمها: إن مزاجك اليوم،رائق حقا!
وناولت (هانا)شقيقها عصير التفاح ..لكنه سكبه فورا على الأرض.
بعد الإفطارقامت(هانا)بمساعدة أمها في تنظيف المطبخ.قالت(مسز فير تشايلد)وهي تنظر من النافذة:السماء اليوم خالية من السحب.سوف تصل الحرارة هذا النهار الى 19 درجة.
ضحكت (هانا)فقد اعتادت أمها أن تقدم لهم تقريرا جويا كل يوم .ثم قالت:سأقوم بجولة طويلة بالدراجة ،قبل أن تشتد الحرارة!
وقفت أمام الباب الخلفي ،وجذبت إلى رئتيها نفسا عميقا .كان الهواء الساخن يبدو رطبا ومنعشا ،بينما عيناها تتبعان فراشتين بالوان صفراء وحمراء تطيران معا فوق أزهار الحديقة..
سارت خطوات على حشائش الحديقة في اتجاه الجراج . سمعت على البعد صوت موتور ماكينة تهذيب الحشائش.. رفعت رأسها إلى السماء الصافية، فواجه وجهها أشعة الشمس الساخنة !عندئذ،تناهى إلى سمعها صوت يصرخ محذرا:هيه..أحترسي.
وشعرت بألم حاد في ظهرها ..أعقبها صرخة فرع أطلقتها وهي تسقط على الارض!
--------------------------------------------------------------------------------